الأحد ١٦ / نوفمبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×
أهم الأخبار

الرقمنة والبيانات الدقيقة تعيد صياغة مستقبل التأمين الزراعي بمصر

الرقمنة والبيانات الدقيقة تعيد صياغة مستقبل التأمين الزراعي بمصر

كتب عادل خفاجي:

شهدت إحدى جلسات اليوم بمعرض Cairo ICT مناقشات موسّعة حول مستقبل التأمين الزراعي في ظل التغير المناخي، حيث أجمع خبراء التأمين على أن غياب البيانات الدقيقة وصعوبة تقييم الخسائر وضعف الوعي لدى المزارعين تمثل أبرز التحديات أمام توسّع هذا القطاع، مؤكدين أن الرقمنة والشراكات المؤسسية تمثل الركيزة الأساسية لبناء منظومة تأمينية فعالة وقادرة على حماية الإنتاج الزراعي.

وفي الجلسة التي أدارها هاني موسى من مجموعة إي-فاينانس، شدد المشاركون على أن أقساط التأمين الزراعي في مصر ما تزال أقل بكثير من المتوسطات العالمية، ما يستدعي دعمًا حكوميًا ومساندة من المؤسسات الدولية، إلى جانب تبني نماذج جديدة كالـ«تأمين بالمؤشر»، الذي يسمح بصرف تعويضات سريعة مستندة إلى قياسات مناخية دقيقة.

وأوضح مصطفى خليل، نائب مساعد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن القطاع يشهد تحولًا واسعًا مدفوعًا بتطور نظم البيانات، خاصة في تأمين المركبات، مع ظهور ما سماه «حقوق السيارة الجديدة» التي تربط التأمين بالملكية والفحص الفني وإدارة المخاطر. وأكد أن التحول الرقمي بات ضرورة، مع مضي الهيئة في تطبيق التوقيعات الإلكترونية، والتحصيل الرقمي، واعتماد معايير الأمن السيبراني، إلى جانب التعاون مع GIZ لإعداد دليل للمخاطر المناخية.

ومن جانبه، قال علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، إن الاتحاد يعمل على تطوير منظومة شاملة للتأمين الزراعي تتضمن منتجات جديدة تلائم التغير المناخي، منها منتج للحماية من موجات الحرارة، وآخر يعتمد على التأمين بالمؤشر لصرف التعويض تلقائيًا عند تجاوز درجات الحرارة حدودًا معينة. وأكد أن الوصول إلى صغار المزارعين يتطلب حلولًا غير معتمدة على المعاينة التقليدية، داعيًا إلى تكامل بين شركات التأمين والبيانات الحكومية وجهات التمويل.

وفي الاتجاه نفسه، أوضح عمر فاروق من برنامج الأغذية العالمي أن التغطية التأمينية للمزارعين عالميًا ما تزال محدودة رغم المخاطر المتزايدة، مشيرًا إلى أن البرنامج يعمل منذ سنوات على بناء نماذج لقياس المخاطر باستخدام بيانات الأمطار والحرارة والخرائط المناخية. وشدد على ضرورة بناء منظومة كاملة تشمل بيانات حكومية دقيقة، وأدوات مالية رقمية لصرف التعويضات، ونظم إنذار مبكر، مؤكدًا أن تغير مواعيد المواسم الزراعية في صعيد مصر تجاوز ثلاثة أشهر في بعض المناطق.

وقدمت هبة موسى من قناة السويس للتأمين رؤية جديدة لتطوير منتجات تأمينية رقمية تستهدف صغار المزارعين بالشراكة مع E-Finance، مؤكدة أن التحول نحو التأمين البرامتري بات ضرورة لتقليل التكلفة وتعجيل صرف التعويضات، بعيدًا عن النماذج التقليدية التي كانت تخدم المزارع الكبيرة فقط.

واختُتمت الجلسة بتأكيد أن مستقبل التأمين الزراعي يعتمد على البيانات والتحول الرقمي، وأن بناء منظومة متكاملة تجمع التكنولوجيا بالتمويل والجهات الحكومية هو السبيل لرفع قدرة المزارعين على مواجهة التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي.